الأربعاء، 25 يناير 2012

إبراهيم أصـلان..الكتابـة بالألـــم


عبدالله السلايمة

ها هو الموت يصر على الاستمرار في متعة قبضه على أرواح ليست ككل الأرواح في عمقها وثقلها،فما كاد ت قلوبنا تبدأ في التعافي من رجتها إثر رحيل الروائي خيري شلبي منذ عدة شهور ، ونحاول الشروع في لملمة جراحنا،وإعادة ترتيب أوراق حياتنا بنوع من التكاسل ،حتى كادت صدمة خبر اختيار سيد الموت عزرائيل هذه المرة لفيلسوف البسطاء الروائي إبراهيم أصلان تقتلع قلوبنا من جذورها حزناً على فراقه هو الآخر،ليتوقف جريان نهر إبداع متفرد لطالما اقتتنا عليه.
لعل في رحيل أصلان المفاجئ حكمة ما تتجاوز إدراكنا المحدود،لكن ما ندركه أن رحيله أضاف لخساراتنا فجيعة أخرى مركبة، ووجع يزداد عمقاً،وكأنه لا يكفينا ما نعيشه بشكل يومي حتى الثمالة على أصداء أخبار الموت والتخريب والعبث والتآمر..، حتى باتت خلفية وجداننا بلون الالتباس والسواد..

من حوارها مع جمانة حداد ، قالت الشاعرة الأمريكية ريتا دوف:"أؤمن أن أصعب الأمور هي أن نتحدث عن الأشياء البسيطة في حياة الناس اليومية: تلك هي أرقى التعابير الوجودية وأدقها، تلك هي التيمات العليا الحقيقية. أن نتحدث عن فيلسوف أسهل بكثير من أن نتحدث عن عاملة التنظيف في الشارع أو عن بائع الخضر الذي لا يملك ما يكفي من المال ليشتري دراجة لابنه في عيد ميلاده. فيم تفكر هذه العاملة،وكيف يعيش ذلك البائع،وبم يحلمان؟ ذلك هو الموضوع الشائك"،وهذا ما اعتقد أن فقيدنا أصلان نجح بامتياز فى رصده لحياة البسطاء،وآليات تعاملهم مع ما يواجههم من مصاعب حياة،اتسمت بشظف العيش وضيق ذات اليد،فقد استطاع إبراهيم أصلان فيلسوف البسطاء،وكاتبهم الساخر،وعاشق تفاصيلهم، ولغتهم وحواراتهم، أن يصور أدق تفاصيل حياتهم بدقة شديدة،خاصة فيما يتعلق بحياة أهل منطقة الكيت كات، حيث عاش فيها حتى أواخر عمره،تلك المنطقة المواجهة لشاطئ النيل بحي إمبابة، وبالتحديد في شارع فضل الله عثمان الذي خصه بكتاب من كتبه السبعة،وخلق من عالم إمبابة عوالم خاصة رسمها بقدرة إبداعية فائقة،بدت واضحة لنا في أعماله الأخرى:" بحيرة المساء ،"خلوة الغلبان" حيث خرج على تقاليد كتابة الستينات،و" شيء من هذا القبيل"،و"عصافير النيل"،و"مالك الحزين" التي نقلها المخرج داود عبد السيد عام 1991 للجمهور عبر فيلم «الكيت كات»، كإحدى أيقونات السينما المصرية.

لم يحتمل قلبه الضعيف البعد عن النيل ،فلما انتقل الى المقطم مات ،تاركاً لأهل إمبابة كتباً حوت أدق تفاصيل حياتهم،ولنا إرثاً إبداعيا،كان كافياً رغم قلته على إشباع جوعنا في زمن لم يعد يطفو على سطح أيامه غير كل سطحي وغوغائي وغث ..
لو كان الإبداع كما يعتقد الكثيرون بالكم،لكانت كتابات أجاثا كريستي أهم من كتابات شكسبير، لكن الأمر بالنسبة لأصلان كما قال في أحد أحاديثه لم يكن كذلك،فهو لا يعرف أن يتعامل مع نفسه وكأنه ماكينة كتابية ،وهذه الحالة ليست حكرا عليه فقط ، فهي ظاهرة عالمية، فماركيز مثلا بكل أهميته هذه لم يتجاوز عدد رواياته سبع روايات، وهمنجواي ست روايات.
وليس لقناعته الشديدة فقط بأن الكتابة لابد أن تكون تلبية لاحتياج داخلي عند الكاتب،ما يؤدى لأن تلبى احتياجاً لدي من يقرؤها،بل لقناعته أيضاً بأن الوفرة في الكتابة لم تكن هي معيار القيمة،ولأنه كان يكتب بألمه ولا يكتب عنه ،لم ينجز عبر عمره الأدبي الذى امتد لأربعين عاماً غير سبعة أعمال قصصية وروائية،ترجم منها ثلاثة أعمال الى خمس لغات عالمية:" بحيرة المساء،ومالك الحزين،وعصافير النيل"،وحاز من المكانة الأدبية ما أهله للحصول على بعض الجوائز ،مثل:" جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989،وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003ـ 2004،وجائزة كفافيس الدولية عام 2005،وجائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006.

ولم يمنحه سيد الموت فرصة ليتوج مسيرته الإبداعية بجائزة النيل الرفيعة، التى لا تمنحها أكاديمية الفنون المصرية إلا لمن هو جدير بها مثل فقيدنا إبراهيم أصلان ،وفجعنا عزرائيل في مساء السبت السابع من يناير 2012بقبضه على روح أصلان النقية ،ليضيف إلى رصيد خسارات الساحة الثقافية العربية مبدعاً،يعد بحق من أبرز روائييها .
رحم الله المبدع إبراهيم أصلان الذى لم ينحني في يوم ما إلا أمام بهاء النيل،ورفض بشدة الانحناء أمام مبارك المخلوع ،الذى أغواه غروره ،وصورت له أوهامه، أنه يمتلك كل ما على أرض النيل العظيم ، وما تحت سمائه النضرة من عصافير،ولم يلبى دعوته للقائه مع بعض المثقفين في سبتمبر 2010فى قصره المنيف،لإدراكه العميق أن ذلك المخلوع لم يكن يهدف من وراء دعوته للمثقفين غير محاولته تجميل وجه نظامه القبيح،لذا لم يفاجئنا أصلان في تأييده لثورة 25 يناير المجيدة التى أسقطت نظام المخلوع وزبانيته في لحظة استثنائية من تاريخنا ، ليضيف إلى رصيد مواقفه التاريخية موقفاً لا يصح ـ فى اعتقادى ـ للمبدع أن يتخذ غيره .

السبت، 14 يناير 2012

مرثيـــة

 
خيري شلبي
المحكوم له بالحيـاة

عبداللـه السـلايمـة

أن تعيش لثلاثة وسبعين عاماً،قضيتها وأنت ـ كروائي ـ تتغذى على نفسك مثل الكاتوبليباس "حسب تشبيه أورهان باموق"ذلك الحيوان الخرافي الذي يظهر للقديس أنطوان في رواية فلوبير (إغواء القديس أنطون) ،وتشعر بأن كل ما أنجزته في تلك الأعوام لم يكن إلا نوعاً من التدريبات المهنية،وأنك مازلت، رغم انجازك لأكثر من سبعين كتاباً ،والعديد من الدراسات النقدية والتحقيقات الأدبية تتهيأ لكتابة مختلفة تمام الاختلاف عما كتبته سابقاً ؟!،اعتقد إن لم يكن هذا ما يمكن تسميته بتواضع الكبير؟ فلن يكون غير جنون عاشق لكتابة قالت عنها الكاتبة الفرنسية انجريد توبوا في روايتها "ملك أفغانستان لم يزوجنا" أن داءها يكمن فى أنها غالباً ما تمضى دون أن يشعر بها أحد،أو هو خوفك أن يكون مصير الكتابة هو مصير كاتبها أن يمضى دون أن يفجع أحد لرحيله المفاجئ؟!
إن كان ذلك هاجسك فلتطمئن فى سمائك العليا،فكل قرى ونجوع مصر التى طفتها،وكل المدن التى تسكعت فى أزقتها وشوارعها،ودرت على مقاهيها،وكل المهمشين من فقراء القرى والمدن الذين شعرت بآلامهم ورصدت معاناة واقعهم المرير لن ينسوا بساطتك وهدوءك وإنسانيتك وإرثك الإبداعي الذى تركته لنا، فلتهنأ ياعمنا خيري شلبي الكبير بالنعيم في عالمك الآخر الذى تركتنا ،وتركت قلقك لتنعم بحياة طرية فيه. 
عمنا خيري .. يواجه المحبون الحقيقيون دائما مصير الموت كي يستمر حبهم حياً،لعل هذا ما أردت التحقق منه حين تركتنا وغادرت فجأة، ألا تعرف بأنك وضعتنا أمام اختبار صادم أشبه بصدمة جلجامش لحظة موت أنكيدو،لكن عزاء نا في رحيلك الموجع غير ما تركته لنا من كنوز إبداعية ،إحساسنا أنك لم ترد لنا أن نهيم على وجوهنا كما فعل جلجامش للبحث عن معركة نقهر بها الموت الذى اختطفك منا،بل أردت ببساطة شديدة عرفناها عنك أن نثبت مدى محبتنا كمحبين حقيقيين لك.

غادرت فجراً،قبل أن تطمئن أبناءك وأحبتك من الأدباء والمهمشين الذين كانوا ينتظرونك على مقهاك القريب من قبورهم ،بأن انطفاء جذوة الحياة في جسدك لا يعنى ذهابك إلى غير رجعة، بل صعود روحك بحرية نحو عالم آخر أكثر بهجة وسعادة، روح أردت لها أن تترك قلقها وخوفها وتستقل بحريتها وارتفاعها إلى حياة أخرى تكون أكثر طهرا ونقاء وحضورا وحيوية وامتلاء من عالمنا الأرضي العفن.
روح منذ أن دبت فيها الحياة ودوى الوجود بصرختك الأولى في يناير1938 حتى صعودها إلى بارئها في فجر التاسع من سبتمبر الفائت 2011 وهى منذورة للمعاناة.


 
معاناة حياة بائسة وفقيرة لم تخجل من الاعتراف بها ،وبأنها لم تفارقك منذ ميلادك بقرية "شباس عمير" بمحافظة كفر الشيخ  لدرجه عجزت فيها أسرتك عن دفع مصروفاتك الدراسية ما عرضك للتهديد بالطرد من المدرسة الابتدائية،ورغم مجيئك كهبة من السماء لأب طال انتظاره قرابة خمس وعشرين عاماً لمجيء العون والسند له في شيخوخته،إلا أن ضيق حال أسرتك وإحساسك المبكر بالمسئولية أجبراك على العمل في الإجازات الصيفية كعامل تراحيل فى الحقول الزراعية لتوفير نفقات تعليمك.
معاناة عشتها ودفعتك مراراتها للانحياز إلى من شابهوك من الفقراء المهمشين ،فكنت خير نصير لهم ،وأصدق وأروع من كتب عنهم.
ولما احتشدت رأسك الصغير بالخيال الشعبي والسير والملاحم والفلكلور، قررت حملها في وعيك الطفولى والرحيل إلى مكان كالإسكندرية يتسع لولعك بالحكى وسرد التفاصيل الدقيقة ،فتعثرت أثناء تجوالك كبائع لزهرة الغسيل بمقهى "المسيرى"حيث كان يجتمع الأدباء،ذاع صيتك حتى بلغ أديبنا الراحل يحيى حقي فى عليائه فاستدعاك ليتحقق مما سمعه عنك،ولما رأى بعينيه الثاقبتين المبدع الذي كنت تخبئه بداخلك قام برعايتك ومساعدتك في الحصول على وظيفة في وزارة الإرشاد "وزارة الثقافة حالياً" تناسب شهادتك من معهد المعلمين ،فبدأ من حينها يتدفق نهر الكتابة في شرايينك.
ولأنك يا عم خيري كانت لديك قناعاتك المؤكدة بأن"الكتابة هي وليدة المعاناة الحقيقية، تلك المعاناة التي يجب أن يفتش عنها الكاتب بنفسه، يفتش عنها بكل الطرق ويحاول أن يدفع نفسه للدخول في التجارب الجديدة بل والقاسية أيضا"رفضت الانتماء فى الستينات إلى التنظيمات اليسارية حيث يتم صنع الكاتب بناء على مواقفه السياسية وليس موهبته الإبداعية فقررت الابتعاد عن ارستقراطية الثقافة والانحياز للطبقة الكادحة من الفقراء والمهمشين،واخترت مكاناً قريباً من مقابر البساتين بحي مصر القديمة قمت باستئجاره وجعله مكانا خاصا بكتاباتك،فشهد هذا المكان ميلاد العديد من أعمال روائية،رصدت فيها واقع أناس لا يمكن تخيلهم في أماكن أخرى غير التى رصدتها بلغة حكائية متميزة ، لا يقدر على الكتابة بها غير روائي من طراز فريد مثلك، لغة لطالما شدتنا بشغف إلى عوالمك الغريبة وشخصياتك الإبداعية التى تطل علينا من الأزقة والحواري،وتشبهك إلى حد بعيد .  
كيف ننسى مجدك الذى صنعته بيدك،ومكانتك التى حجزتها بين عمالقة الأدب،كيف ننساك وقد شكلت إبداعاتك الروائية والقصصية علامة فنية فارقة طوال النصف الثاني من القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر،كيف ننساك وقد قدمت للمكتبة العربية عناوين كثيرة تنبض بالحياة مابين روايات"السنيورة، الأوباش،الشطار،الوتد، العراوى،فرعان من الصبار،موال البيات والنوم،ثلاثية الأمالى (أولنا ولد وثانينا الكومى وثالثنا الورق)،بغلة العرش، لحس العتب،منامات عم أحمد السماك، موت عباءة،بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ،نعناع الجناين،صالح هيصة،نسف الأدمغة،زهرة الخشخاش، وكالة عطية،صحراء المماليك، اسطاسية".
ومجموعات قصصية"صاحب السعادة اللص،المنحنى الخطر، سارق الفرح،أسباب للكى بالنار،الدساس ،أشياء تخصنا،قداس الشيخ رضوان"، ومسرحيات:"صياد اللولي، غنائية سوناتا الأول،المخربشين".
واكتشافات إبداعية ثمينة،ودراسات،وتحقيقات"محاكمة طه حسين: تحقيق في قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي،أعيان مصر"وجوه مصرية"،غذاء الملكات "دراسات نقدية" ،مراهنات الصبا"وجوه مصرية"،لطائف اللطائف"دراسة في سيرة الإمام الشعراني"،أبو حيان التوحيدي"بورتريه لشخصيته " ،ودراسات في المسرح العربي،عمالقة ظرفاء،فلاح في بلاد الفرنجة"رحلة روائية"،رحلات الطر شجي الحلوجي،مسرح الأزمة"نجيب سرور"،فضلاً عن رئاستك لمجلة الشعر ( وزارة الإعلام) وسلسلة مكتبة الدراسات الشعبية (الهيئة العامة لقصور الثقافة).
إذا كان الإله يا عم خيري قد قدّر مماتك،فقد قدّرت لك كتاباتك الحياة ،حياة لن يتوقف نبضها في ما كل ما قدمته من كتب ،وفي ما تم تحوي له  من روائعك الروائية إلى أفلام سينمائية،مثل: روايات   "الشطار،سارق الفرح،وكالة عطية،الوتد،الكومى عن ثلاثية الأمالى ،،وما ترجم لك من رواياتك إلى اللغات: الروسية والصينية والإنجليزية والفرنسية والأوردية والعبرية والإيطالية.
وما قدم عن إبداعاتك العديدة  من رسائل للماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات المصرية والعربية.
كيف ننسى اكتشافاتك المسرحية،فنحن مدينون لك بالفضل في اكتشاف أكثر من مائتي مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين،قمت بتحقيقها في حديث بإذاعة البرنامج الثاني ( البرنامج الثقافي حالياً ) تحت عنوان (مسرحيات ساقطة القيد) ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائي بهاء طاهر،وتحقيق نص (فتح الأندلس) المسرحي للزعيم الوطني مصطفى كامل ، ونشره في كتاب مستقل بنفس العنوان صدر عن هيئة الكتاب في سبعينيات القرن الماضي.
 وندين لك بالفضل فى اكتشاف مسرحية(الراهب) للعلاَّمة الشيخ أمين الحولي الذى كتبها لجوقة عكاشة ،كذلك اكتشافك لكتاب (محاكمة طه حسين) .
وأخيراً إحيائك فن البورتريه في الصحافة المصرية،حيث قدمت في هذا النوع من الفن مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، فى ثلاثة كتب " أعيان مصر، عن الدار المصرية اللبنانية"و" صحبة العشاق، عن الهيئة العامة للكتاب"إضافة إلى كتاب "فرسان الضحك، عن دار التحرير للطبع والنشر".
ولا يمكننا نسيان جوائزك التى حصلت عليها رغم تأخرها كثيراً:" جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981،وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981،جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993،جائزة التفوق الأولى لإتحاد الكتاب عام 2002، جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ 2002،جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية وكالة عطية 2003، ،وأخيراً جائزة الدولة التقديرية في الآداب ‏2005‏.
ولو لم تتعجل في سفرك لربما توجت مشوارك الحافل بالإبداع بحصولك على جائزة نوبل للآداب التى رشحتك مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول عليها ، لكنك يا رائد الفانتازيا التاريخية فى الرواية العربية الحديثة المعاصرة ،كما أطلق عليك النقاد ،وأحد رواد الواقعية السحرية،ونصير المهمشين،رأيت أن تعجل في سفرك قبل طلوع النهار لتمنحنا برحيلك القاسي فرصة ثمينة لتأكيد أننا لن ندرك  حقيقة موتنا إلا من خلال علاقتنا بموت عزيز على قلوبنا مثلك ترك إحساسه بالحياة ليعيش تجربة أخرى منفصلة ومغايرة لكل تجاربه السابقة .
ولأن الموت يا عمنا خيري لا يناقض الحياة بل هو وجهها الأخر،فلتجدد نفسك عن طريق موتك وانبعاثك لتحيا حياة جديدة،فربما استطعت هناك التهيؤ بشكل يمكّـنك من كتابة مختلفة عما كتبته سابقاً كما كنت تتمنى .
فوداعاً يا عمنا خيري شلبي إلى أن نلتقي ، حينها سنعاتبك عتاب الأحبة على الغربة القاتلة التى سببها لنا رحيلك المفاجئ.
......................................
نشرت فى مجلة الكاتب ـ اتحادكتاب مصر ـ العدد الأول ( اكتوبر 2011 )